Wednesday, 26 February 2014

فندق «سميراميس» من ملتقى أرستقراطية مصر إلى ساحة للتظاهر

ألقت الأوضاع السياسية المضطربة التي تمر بها مصر بظلالها السلبية على واحد من أفخم وأشهر فنادق القاهرة (فندق سميراميس) والذي تعرض في الآونة الأخيرة لاعتداءات المخربين, تلك الأحداث المؤسفة استدعت تسليط الضوء على المكانة التاريخية لهذا الفندق العريق.
شيد فندق سميراميس في عام ١٩٠٧ حيث كانت القاهرة قد وصلت إلى قمة تألقها الاجتماعي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين, وأصبح الأثرياء من أبناء الطبقة الراقية في العالم لا يستطيعون مقاومة قضاء الصيف فيها, وصارت مصر مقصدا من مقاصد الرحلات الفاخرة لأثرياء العالم، وكان ينظر إليها على أنها أرض السحر والخيال، ولذا فقد اتخذ السويسري فرانذ جوسيف بوتشر، أحد رواد الصناعة الفندقية المرموقين آنذاك قراره ببناء فندقه الأول خارج أوروبا في القاهرة، واختار لذلك أفضل موقع، وتم افتتاح فندق سميراميس في عام ١٩٠٧, وسمي على اسم الملكة سميراميس, أيقونة الجمال.
تميز الفندق الفخم بحدائق معلقة كانت الأولى من نوعها في القاهرة -يقال إنها كانت مستوحاة من حدائق بابل المعلقة التي شعرت فيها الملكة الآشورية سميراميس بالمتعة- وغرف ساحرة جسدت الثقافات الأوروبية والآسيوية والإفريقية في إطار روح كرم الضيافة التي لا حد لها والمعهودة في بلاد العرب.
والجديد في أمر هذا الفندق أنه مثل بداية للتحول في مواقع الفنادق بالقاهرة، فحينها كانت غالبية الفنادق الشهيرة تقع في ميدان الأوبرا وحول حديقة الأزبكية ومنها فنادق كونتننتال سافوي وشبرد.
وفي عام ١٩٢٠ تم شراء أرض مجاورة شُيدت عليها توسعة من أربعة طوابق تضم ١٦ غرفة في كل واحد منها، واحتلت قوات بريطانية الفندق لمدة خمسة أشهر خلال الفترة من ١٩٤٠ إلى ١٩٤٦. بعد انتهاء الحرب جُدد الفندق بالكامل.
كما شهد الفندق الشهير إحياء الاحتفال باليوبيل البلاتيني للأغا خان، وهو تقليد متبع للطائفة الإسماعيلية.
لا شك أن فندق سميراميس لعب دورًا رئيسيا في الإبداع والابتكار، فقد شهد تركيب أول مصاعد في القاهرة، صُنع إطارها من بدائع خشب الماهوجني، كما ضم أول ناد ليلي على الطراز الأوروبي، ومطعما على سطحه العلوي بأوركسترا راقصة بدأت في ١٩٤٦، كما افتتح مطعم وكافيتريا نايت آند داي في ١٩٦٠.
وبغروب شمس عصر امتاز بالترف سطعت شمس عصر واعد جديد تميز بالابتكار والإبداع.

--

المصدر: صحيفة العرب القطرية:

http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1893&artid=230398

No comments:

Post a Comment